! أريد من قلبي ..وأرفض من أعماقي

بحب الحياه بحب الناس - محمود سعودي

! ها هو هناك و قد امتثل امامي ، و اقفاً منتظراً، دون سابق موعد
! ها هو وقد تهيأ لأن يحتضنني، مع كونه ليس من ذوي الأذرع
! ها هو وقد علت وجهه ابتسامة، مع انني لا أرى له فماً ولا أعرف له وجه
! وها قد سمعت ندائه يرن في اذناي، و ليس له صوت
أما انا....فكنت راغباً و مندفعاً نحوه و قد تهيأت لأحضانه

و لكن

ثمة خطب ما جعلني اتسمر في مكاني و أظل هكذا ، كمثل حجر قديم اتكأ على فرش من الرمال و قد اتخذ التراب غطاءاً له

! كنت خائفاً من ان تحرقني ناره، مع كونه ليس متوهجاً بالمره

! و كنت خائفاً من غرقي فيه ، مع انه ليس بعميق ولا حتى بضحل

! خفت أن يعذبني ، مع انه ليس بمؤلم
! و خشيت أن يلقي بي الى البر بعيداً ، مع انه ليس بموج
! و أخشي أن يضيع منه بصري، مع أنه ليس بلامع بالمره

و لكنني لن أقترب منه مجدداً ، لن ألقي بنفسي فيه

و لن أحب ثانيه

نعم... فمن وقف امامي الآن هو الحب......الحب بعينه
فكل ما خفته و خشيته هو حقيقة الحب التي اخفاها خلف ظهره ، مع كونه شفافاً ترى الدنيا خلاله
هذا هو الحب.....تتمتع برؤيته و تذوق من العذاب ألواناً أذا سكن بداخلك

فكان هذا قراري..سأعيش كمشاهد له........و لن أكون بمشارك فيه

على الهامش

المتكلم هو انا و لكنه مجرد تعليق صوتي لقلمي لمشكلة كانت قد لجأت الي احدى صديقاتي حين واجهتها واخبرتني بها

فهذا كان تصوري لموقفها...و عله يكون صادقاً