اخيرا...حان كشف الستار عن،، رحلتي

كنت وعدتكم من فتره عن رحلتي لعالم الغموض و قلت اني هاكون معاكم هنا و احكيلكم عن رحلتي و اللي شفته
و بالفعل

كانت على صفحات مجلتي الحبييه مجلة كلمتنا.......رحلتي

بحب الحياه بحب الناس - تحرير محمود سعودي و ندا ثاقب

كانت رحلتنا الى مقابر السيده النفيسه....و كانت و جهتنا سكانها

سكانها الاحياء و ليس الاموات...نعم...فهناك احياء و لكنهم في عداد الموتى

اناس تركوا الحياه مع البشر و فضلوا عليهم جيراناً من الاموات
عاشوا حياة بسيطه قد تعتبرها حياه تحت التراب...أو انهم مدفونون فوق التراب

قابلنا كتير ...بس ده من اهم اللقاءات

اسمي صباح
دول اولادي 4 أولاد و 2 بنات و احنا هنا من 11 سنه كنت عايشه في عزبه "أبو قرن" و انفصلت عن زوجي و جينا هنا عن طريق والدي ، هو يعرف صاحب المقبره و خلانا نسكن هنا من غير مقابل
لكن طليقها هو اللي بيصرف على الأولد حالياً.
كان واحد من أولادها قاعد جنبي ...إسمي عبد الله ... نفسي اكون ظابط أو محامي
أيوه احنا مش عايشين بحريه ..في شباب "ولاد حرام" بيتهجموا على البيت و عايزين "فِرده" فلوس يعني لكن احنا بنتخانق معاهم و مش بنديهم حاجه
غير كده المكان أمان و مفيش عفاريت ولا اي حاجه من دي انا حتى ممكن انزل التربه لما تكون مفتوحه و مش بخاف و هنا لحد الفجر بيكون في حركه و بنكون قاعدين كمان
انما الترب القديمه ماتعرفش تمشي هناك الساعه 2 الظهر انا بنتي اتخطفت هناك و كان شاب عايز يغتصبها لكن ربنا نجاها و و احده شافته فسابها و هرب ، وبعتت واحده جابتها لحد هنا.

جاءت جارتها قعدت معانا و اتكلمت معاها شويه
اسمي رشا هنا من خمس سنين لما اتجوزت وجيت هنا علشان اعيش مع زوجي و تركت بيتي و شغلي في الإسماعيليه ...زوجي" نقاش" و اهله و مولودين هنا اصلا ًو أنا سعيده معاه جد او هو شخص كويس قوي و معايا بنتين "شمس و فردوس"
و ازاي أهلك وافقوا على اختيارك؟ هما بيسيبونا نختار لكن بيحملونا نتيجه اختيارنا بنفسنا بس هم قالوا لي احنا مش هنقدر نجيلك المكان ده .. بس انا باروح لهم و أزورهم على طول.
هنا احسن من بره لأن الشقق كتمه و الجيران ماتعرفش بعض و هنا اريح و على طول الجيران اصحاب و بيلحقوا بعض لو حصل اي حاجه و الجو في رمضان هنا حلو قوي و احنا على طول مع بعض نخبط على بعض في السحور ده لو نمنا اصلاً و بنفطر مع بعض.

رجعت تاني اكلم صباح لأن اولادها كبار شويه وفي المدرسه و سألتها
بصراحه احنا ولادنا "بيستعاروا" من انهم يقولوا احنا ساكنين هنا و بيقولوا احنا ساكنين في "عين الصيغه"
توافقوا ان ولادكم يتجوزوا هنا؟ لأ طبعاً عمرنا مانوافق.
صباح : نفسنا حد يشيلنا من هنا وعايزين نسكن في شقه احنا علشان حرام نعيش هنا ...حرام؟ أيوه لأن المكان اللي فيه الميت ده المفروض يحترم و محدش يعيش فيه كده.

رشا : مش علينا احنا بس علشان معانا بنات و خايفين عليهم و عايزينهم يكونوا في امان
بتحبوا مصر؟ آه طبعاً بنحب مصر بس غلاء الأسعار يعني لما يبقى كيلو المكرونه ب 3.25 جنيه
و كيلو اللحمه ب 43 جنيه طب مش جايبينها ...هنشتري المستورده!!وده كان نهايه كلامي معهم وانا غايه في الدهشه من حواري معاهم الملئ بالعجائب!!

عم فتحي - كبير المنطقه و كبير الغلابه هناك ايضاً

.......

اما باقي اللقاءات .....فهي موجوده بمجله كلمتنا عدد هذا الشهر نوفمبر

و لكن......ماذا في هذا المكان...ايه اللي مصبر الناس عليه كده...الناس دي عشقت المكان

اتولدوا فيه...و بنوا فيه..و هيموتوا هناك...و اللي سابت اهلها و العز و النعيم و اتجوزت واحد اقل منها اجتماعياً و هي بتحبه جداً

الكان ده له سر....احنا شايفينه مقابر على شوية تراب و احجار و احواش

لكن المكان ده في عينيهم حاجه غير كده..المكان ده هو الدنيا و الاخره بالنسبه لهم

و عندهم من القناعه ما يكفي اهل الارض و ابتسامه جميله اوي اوي

قد تتمنى ان تخرج من هذا المكان حين دخولك اياه ....و لكن حين ترى تلك الابتسامه تتمنى ان تظل مكانك بلا حراك لتشاهد الابتسامه الحقيقه الخاليه من النفاق و المصلحه

حينها تتمنى ان تكون معهم....حياً وسط الاموات...او ميتاً وسط الاحياء

حينها ستدرك ان هناك هي الحياه

في النهايه اشكر كل من ساعدني في هذا الموضوع....اخي و حبيبي مصطفى فتحي الذي اقترح علي الفكره

و الزميله الغاليه ندا ثاقب الفنانه اللي ادرات معايا الحوار و التقطت بعض الصور التي ترونها

و مجله كلمتنا.....بيتي التاني

بحبكم